falih952@yahoo.com
مفكرة الاسلام: منذ أن بدأ الصفويون يستحوذون على السلطة ومفاصلها كافة في العراق بعد الاحتلال وبدعم من أعداء الإنسانية من أمريكان وصهاينة وفرس ظهرت بوادر الطائفية تشق طريقها لتزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد, وهي تؤمن أن مكانها اليوم على أرض العراق ومثل الظروف والتداخلات التي يمر بها هذا الجزء من العالم الإسلامي والعربي يجعلها هي الحلقة الأهم في الصراع الإسلامي الحقيقي من جهة والنوايا والأفكار المجوسية والصفوية من جهة ثانية, والتي تنشط اليوم على الساحة لتحقق ذلك الحلم الذي كان قائمًا منذ أن انطفأت نار المجوس وانشق إيوان كسرى وما تبعه من كوارث أثرت على مدى التاريخ الإنساني على حضارة بلاد الرافدين والعرب والمسلمين في أرجاء المعمورة الأخرى, وفي التاريخ شواهد كثيرة.
ونعود إلى أيامنا الحاضرة, فبعد أن أمسك الصفويون بمقاليد الأمور في أرض العراق فتحوا أبواب البلاد لإيران ولأهل فارس واعتبروها ضيعة تابعة لهم؛ ونحن نؤمن أن مكر وخداع ودجل ومراوغة هؤلاء تجعلهم قادرين على الاندساس في كل شأن, وأنهم أعدوا لكل حال عدته قبل الاحتلال وبعده وليس كالعرب والمسلمين الذين أصابهم الوجل والخوف ولم يساهموا في تضميد جراح هذا البلد لأنهم يخجلون من أمريكا وحلفائها, وهم خائفون من إيران لأنها شريك مهم للأمريكان والصهاينة في موضوع تدمير العراق والأمة الإسلامية كما هو معروف للمتتبع في هذا الشأن.
ورغم هذه الظروف فقد حصلنا على وثائق حقيقية صادرة عن فيلق بدر التابع للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق واليد الطولى لإيران, هذه الوثائق عبارة عن جملة أوامر موجهة إلى أتباعهم تحثهم على قتل أهل السنة في العراق وتدمير جوامعهم ومدارسهم الدينية واستهداف علمائهم في اختصاص الشريعة الإسلامية, بل حتى انتهاك أعراضهم وتأكيد حرق كتب الصحاح, وأن نيتهم تذهب أكثر من ذلك إلى إتلاف القرآن الكريم الموجود في جوامع ومكتبات ودور أهل السنة, وأن يتم استبداله بكتاب آخر؛ ولجسامة وخطورة هذه التوجهات في حينها ولانفلات أوضاع الطباعة والنشر في العراق وعدم إمكانية تقبل هذه التوجهات من قبل كل مسلم أدى الشهادتين, ومن باب حسن النية تجاه إخواننا في الدين فقد ركنت هذه التوجهات من قبلنا والتمسنا لهم العذر خشية أن يكون ذلك نوعًا من أنواع الفتنة التي يتولاها المحتل للإيقاع بين أبناء الوطن, ولم نحاول تصعيد الموضوع من باب الاحتياط للحفاظ على وحدة الإسلام والمسلمين.
ولكن بالتحديد بعد وصول الجعفري وصولاغ إلى سدة الحكم وتسلم السلطة بدأت بوادر هذا المشروع وتلك التوجهات تتكشف شيئًا فشيئًا, والمسئولون يتابعون تنفيذ كل التفاصيل بالدقة التي يبغيها أسيادهم الفرس المجوس, وهذا الموضوع واضح للعيان ولا يحتاج إلى دليل, وتم تصعيده بشكل خطير يوم تفجير قبة مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء.
وبعد هذه المقدمة الموجزة وما دفعنا للكتابة فيما تضمنته خطبة المرجع الإيراني الشيرازي/ ما يسمى خطبة الجمعة التي نشرت على (موقع منبر الحقيقة) جزاهم الله خيرًا قبل فترة, وما تم طرحه من قبل هذا المرجع من مقاصد خبيثة اتجاه ما يسمونهم (الوهابيين – النواصب – الإرهابيين – الكفرة) وهذه المسميات في منهج المجوسيين والصفويين تعني أهل السنة كما يجري اليوم في العراق, وما يبغي هذا (العالم والداعية الإسلامية) من تلك الطروحات والتفسيرات التي نعتقد جازمين بل نؤمن أنها تحمل في طياتها ثورة على الإسلام والمسلمين لأنهم يعتقدون أن هذه الأيام هي أفضل الفترات التي تتعرض فيها الأمة الإسلامية للضعف والوهن والتمزق, ولابد من مهاجمتها والنيل منها وإعادة مجد المجوسية. وإن الخطبة جاءت امتدادًا للتوجهات التي تنفذ على الساحة العراقية بأيدي الإيرانيين وأجهزة مخابراتهم وعملائهم في الداخل ومن يواليهم من العراقيين المتفرسين وأجهزة السلطة المؤتمرة بأوامرهم.
ورغم متابعتي البسيطة لشئون الأمة الإسلامية والعربية وما تتعرض له بلادي على أيدي المحتلين والصفويين ونحن نحمل شرف المقاومين المتصدين لهم في الداخل نعاني ما نعاني من انعدام الأمن والأمان, ناهيك عن انعدام الكهرباء التي أقل ما تخدمنا في متابعة ما ينشر على المواقع الإلكترونية الوطنية وتساعدنا لنعرف ما يدور حولنا, إلا أنه لم يلفت انتباهي أن هناك من شخص أو كاتب أو عالم دين ثار أو يقود ثورة بما يستحق للرد على تلك الطروحات, بالذات التي تسيء إلينا جميعًا. وبما ينسجم وحملة الإيذاء والتدمير التي يتعرض لها المسلمون في بلادهم وبين أهلهم من الدول المجاورة, وليضع الجميع نصب أعينهم أن اليوم الذي ستصلهم نار المجوسية ليس ببعيد (سياسة تحقيق الهلال الشيعي… ومن يشمل! والبدر الشيعي… ومن يشمل!) وإن كانوا يحسبون أن العراق البوابة الشرقية كما عهدوه أيام صدام حسين فإن أبناء العراق المقاومين ورفاق صدام حسين اليوم يدًا واحدة يدافعون في ساحات المواجهة الداخلية ليردوا كيد المجوسية التي تثأر اليوم لقتلاها في القادسية الثانية ودون دعم من أحد إلا الله القوي العزيز ناصر المؤمنين, كما أن المجوسية ستثأر لقتلاها في القادسية الأولى من العرب والمسلمين, لاسيما وهم نائمون وغافلون عما يحاك ضدهم وضد أبنائهم وشعوبهم اليوم. وهم يدركون ما يدور في خلد إيران ونواياها تجاههم, وسوف لن تستثني إيران منهم لا حاكمًا ولا محكومًا.
وإني وددت أن استثير غيرة وشرف إخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لهذا الموضوع, والذي لا يزال منشورًا على الموقع المشار إليه؛ وإني على يقين من أنهم إذا ما استمعوا إليه بدقة وعناية وفهم مقاصد هذا المجوسي الشيرازى التي يعرفها العرب المسلمون وليذودوا عن دين الله كما أراد سبحانه وتعالى, فإننا سنخسر الدنيا والآخرة, وليتذكروا دعاوى المجوسية الفارسية بعد عام 1979 لتصدير الثورة الإيرانية إلى دول الجوار الإسلامية رغم هشاشة موقفهم السياسي والعسكري آنذاك… فكيف وحالهم اليوم وهم يرقصون في نادي الأسلحة النووية والصواريخ البالستية؟!!
وعليه أهيب بكل المواقع الإسلامية الحنيفة ورجال الفكر الإسلامي والأحزاب والمنظمات الإسلامية للاطلاع على الخطبة المنوّه عنها والدفاع كلٌ من موقعه وبإمكانياته بما يرد كيد أعداء الله وفضحهم. والله من وراء القصد..
You must be logged in to post a comment.